من عزلة، ونعم المنزل طيبة، وما بثلاثين من وحشة.
* الشرح:
قوله (ولابد له في غيبته من عزلة) إشارة إلى الغيبة الكبرى لأنه يعتزل فيها الناس جميعا، وفي بعض النسخ: ولا له في غيبته من عزلة وله وجه أيضا لأنه بين الناس ويراهم ولا يرونه مع ظهور آثاره عليهم ووصول فوائده إليهم كما مر.
قوله (ونعم المنزل طيبة) طيبة بفتح الطاء، وقد يقال: طابة، سمى النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك المدينة من الطيب وهو الطهارة، وقيل: الطيب العيش بها، وقيل: الطيب أرضها، قال الفاضل الأمين الأسترآبادي: يعني أن طيبة وهي المدينة المعروفة منزله (عليه السلام) وكان يستأنس بثلاثين من أوليائه ويحتمل أن يكون هذا حاله في الصغرى.
أقول: ومما يؤيد هذا ما مر في باب الإشارة إلى صاحب الزمان عن أبي هاشم الجعفري قال:
قلت لأبي محمد (عليه السلام): جلالتك تمنعني من مسألتك فتأذن لي أن أسألك؟ فقال: سل، قلت: يا سيدي هل لك ولد؟ فقال: نعم، قلت: فإن حدث بك حدث فأين أسأل عنه؟ قال: بالمدينة، وقيل:
كان طيبة اسم محل هو منزله (عليه السلام) مع ثلاثين من أصحابه وهو ليس بمستوحش معهم، وقيل:
يحتمل أن يكون المراد أنه (عليه السلام) على هيئة من سنه ثلاثون سنة أبدا، وما في هذا السن من وحشة والله أعلم.
* الأصل:
17 - وبهذا الإسناد، عن الوشاء، عن علي بن الحسن، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كيف أنت إذا وقعت البطشة بين المسجدين، فيأرز العلم كما تأرز الحية في جحرها، واختلفت الشيعة وسمى بعضهم بعضا كذابين، وتفل بعضهم في وجوه بعض؟ قلت: جعلت فداك ما عند ذلك من خير، فقال لي: الخير كله عند ذلك، ثلاثا.
* الشرح:
قوله (كيف أنت إذا وقعت البطشة بين المسجدين) كيف سؤال عن الحال، والبطشة الاخذ القوي الشديد، والمسجدين مسجد مكة ومسجد المدينة والأرز بالراء ثم الزاء المعجمة الاجتماع والانضمام، والعلم بالتحريك الراية، والجحر بضم الجيم ثم سكون الحاء المهملة بيت الضب والحية واليربوع، والتفل شبيه بالبزاق وهو أقل منه أوله البزق ثم التفل ثم النفث ثم النفخ ولعل هذا إشارة إلى وقعة الحسني واليماني والسفياني بين المسجدين وإلى ظهور الفتن والمحن من تراكم العساكر المختلفة وارتفاع الرايات المشتبهة في عراق العرب بل في أقطار الأرض كلها، ومن الشيعة