ومنهم من يقول: مات أبوه ولم يخلف، ومنهم من يقول: ولد قبل موت أبيه بسنتين قال زرارة:
فقلت: وما تأمرني لو أدركت ذلك الزمان؟ قال: ادع الله بهذا الدعاء: «اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرفك، اللهم عرفني نبيك، فإنك إن لم تعرفني نبيك لم أعرفه قط، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني» قال أحمد بن الهلال: سمعت هذا الحديث منذ ست وخمسين سنة.
30 - أبو علي الأشعري، عن محمد حسان، عن محمد بن علي، عن عبد الله بن القاسم، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله الله عز وجل: (فإذا نقر في الناقور) قال: إن منا إماما مظفرا مستترا، فإذا أراد الله عز ذكره إظهار أمره نكت في قبله نكتة فظهر فقام بأمر الله تبارك وتعالى.
* الشرح:
قوله (فإذا نقر في الناقور) أي فإذا نفخ في الصور وصوت فيه، والناقور فاعول من النقر بمعنى التصويت والنفخ وهو ما ينفخ ويصوت فيه مثل القرن وغيره، وقد شبه (عليه السلام) به قلب المنتظر ففي الكلام مكنية وتخييلية.
* الأصل:
31 - محمد بن يحيى، عن جعفر بن محمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله.
عن محمد ابن الفرج قال: كتب إلي أبو جعفر (عليه السلام): إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا عن جوارهم.
* الشرح:
قوله (إذا غضب الله) أي إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه وسلب رحمته وفيضه عنهم لسوء استعدادهم وقبح صنيعهم وكمال عتوهم نحانا عن جوارهم بالغيبة عنهم وكذلك جرى قضاء الله جل شأنه في قوم أراد أن يصيبهم بعذاب أو يؤاخذهم بعقوبة أو يوردهم في بلية فإنه يخرج من بينهم العلماء والصلحاء إما بالموت أو بالغيبة ثم يفعل بهم ما يشاء كما يشهد به التتبع بأحوال الماضين ويرشد إليه قوله تعالى خطابا لسيد المرسلين (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) (1).