وإن قلب المنافق من وراء لسانه. لأن المؤمن إذا أراد أن يتكلم بكلام تدبره في نفسه، فإن كان خيرا أبداه، وإن كان شرا واراه.
وإن المنافق يتكلم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له وما ذا عليه.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه. ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه " فمن استطاع منكم أن يلقى الله تعالى وهو نقي الراحة من دماء المسلمين وأموالهم، سليم اللسان من أعراضهم فليفعل. واعلموا عباد الله أن المؤمن يستحل العام ما استحل عاما أول، ويحرم العام ما حرم عاما أول. وإن ما أحدث الناس لا يحل لكم شيئا مما حرم عليكم (2)، ولكن الحلال ما أحل الله والحرام ما حرم الله. فقد جربتم الأمور وضرستموها (3)، ووعظتم بمن كان قبلكم وضربت الأمثال لكم ودعيتم إلى الأمر الواضح. فلا يصم عن ذلك إلا أصم، ولا يعمى عن ذلك إلا أعمى ومن لم ينفعه الله بالبلاء والتجارب لم ينتفع بشئ من العظة.
____________________
(1) لسان المؤمن تابع لاعتقاده لا يقول إلا ما يعتقد، والمنافق يقول ما ينال به غايته الخبيثة، فإذا قال شيئا أخطره على قلبه حتى لا ينساه فيناقضه مرة أخرى فيكون قلبه تابعا للسانه (2) البدع التي أحدثها الناس لا تغير شيئا من حكم الله (3) ضرسته الحرب: