نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - الصفحة ٥٤
وانتقاض من المبرم. فجاءهم بتصديق الذي بين يديه، والنور المقتدى به. ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق ولكن أخبركم عنه. ألا إن فيه علم ما يأتي، والحديث عن الماضي، ودواء دائكم، ونظم ما بينكم (منها) فعند ذلك لا يبقى بيت مدر ولا وبر (1) إلا وأدخله الظلمة ترحة، وأولجوا فيه نقمة. فيومئذ لا يبقى لكم في السماء ولا في الأرض ناصر. أصفيتم بالأمر غير أهله (2)، وأوردتموه غير مورده. وسينتقم الله ممن ظلم مأكلا بمأكل ومشربا بمشرب، من مطاعم العلقم ومشارب الصبر والمقر (3). ولباس شعار الخوف ودثار السيف (4). وإنما هم مطايا الخطيئات وزوامل الآثام (5).
فأقسم ثم أقسم، لتنخمنها أمية من بعدي كما تلفظ النخامة (6) ثم
____________________
الأنبياء السابقين نقضها الناس بمخالفتها (1) الإشارة بذلك لحالة الاختلاف ومخالفة القرآن بالتأويل. والترحة ضد الفرحة (2) أصفيته بالشئ، آثرته به واختصصته (3) الصبر - ككتف عصارة شجر مر. والمقر على وزانه السم (4) الدثار ككتاب من اللباس أعلاه فوق الملابس. والسيف يكون أشبه بالدثار إذا عمت إباحة الدم بأحكام الهوى فلا يكون لبدن ولا لعضو منه انفلات عنه (5) الزوامل:
جمع زاملة، وهي ما يحمل عليها الطعام من الإبل ونحوها (6) نخم كفرح أخرج النخامة من صدره فألقاها. والنخامة بالضم ما يدفعه الصدر أو الدماغ من المواد
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست