إن من حق من عظم جلال الله في نفسه، وجل موضعه من قلبه أن يصغر عنده لعظم ذلك كل ما سواه (3). وإن أحق من كان كذلك لمن عظمت نعمة الله عليه (4) ولطف إحسانه إليه. فإنه لم تعظم نعمة الله على أحد إلا ازداد حق الله عليه عظما، وإن من أسخف حالات الولات عند صالح الناس أن يظن بهم حب الفخر (5)، ويوضع أمرهم على الكبر. وقد كرهت أن يكون جال في ظنكم أني أحب الاطراء واستماع الثناء (6). ولست بحمد الله كذلك. ولو كنت أحب
____________________
الباطل (1) بفوق أن يعاون الخ أي بأعلى من أن يحتاج إلى الإعانة أن يستغني عن المساعدة (2) اقتحمته: احتقرته. بدون أن يعين أي بأعجز أن يساعد غيره (3) كل فاعل يصغر، أي يصغر عنده كل ما سوى الله لعظم ذلك الجلال الإلهي (4) وأحق المعظمين لله بتصغير ما سواه هو الذي عظمت نعمة الله عليه (5) أصل السخف: رقة العقل وغيره أي ضعفه، والمراد أدنى حالة للولاة أن يظن بهم الصالحون أنهم يحبون الفخر ويبنون أمورهم على أساس الكبر (6) كره الإمام أن يخطر ببال قومه كونه يجب