نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ١ - الصفحة ٢٢٧
اللهم خرجنا إليك حين اعتكرت علينا حدابير السنين، وأخلفتنا مخائل الجود (1). فكنت الرجاء للمبتئس (2)، والبلاغ للملتمس.
ندعوك حين قنط الأنام، ومنع الغمام، وهلك السوام (3)، أن لا تؤاخذنا بأعمالنا، ولا تأخذنا بذنوبنا. وانشر علينا رحمتك بالسحاب المنبعق (4)، والربيع المغدق (5)، والنبات المونق (6). سحا وابلا (7) تحيي به ما قد مات، وترد به ما قد فات. اللهم سقيا منك محيية مروية، تامة عامة، طيبة مباركة، هنيئة مريعة (8). زاكيا نبتها (9)، ثامرا فرعها، ناظرا ورقها، تنعش بها الضعيف من عبادك، وتحيي بها الميت من بلادك. اللهم سقيا منك تعشب بها نجادنا (10)، وتجري بها وهادنا، ويخصب بها جنابنا (11)، وتقبل بها ثمارنا، وتعيش بها مواشينا، وتندى بها أقاصينا (12)،
____________________
المرابض (1) مخايل جمع مخيلة - كمصيبة - هي السحابة تظهر كأنها ماطرة ثم لا تمطر.
والجود بالفتح: المطر (2) الذي مسته البأساء والضراء. والبلاغ الكفاية (3) جمع سائمة البهيمة الراعية من الإبل ونحوها (4) انبعق المزن انفرج عن المطر كأنما هو حي انشقت بطنه فنزل ما فيها (5) أغدق المطر كثر ماؤه (6) من آنقني إذا أعجبني. أو من آنقه إذا سره وأفرحه (7) سحا: صبا. والوابل الشديد من المطر الضخم القطر (8) المريعة بفتح الميم: الخصيئة (9) زاكيا ناميا. وثامرا مثمرا آتيا بالثمر (10) جمع نجد ما ارتفع من الأرض. والوهاد جمع وهدة ما انخفض منها (11) الجناب الناحية (12) القاصية الناحية أيضا، أو هي بمعنى البعيدة عنا من أطراف بلادنا في
(٢٢٧)
مفاتيح البحث: الجود (1)، الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست