قائدها خارج من الملة، قائم على الضلة. فلا يبقى يومئذ منكم إلا ثفالة كثفالة القدر (4)، أو نفاضة كنفاضة العكم (5). تعرككم عرك الأديم (6)، وتدوسكم دوس الحصيد (7)، وتستخلص المؤمن من بينكم استخلاص الطير الحبة البطينة (8) من بين هزيل الحب. أين تذهب بكم المذاهب، وتتيه بكم الغياهب، وتخدعكم الكواذب.
ومن أين تؤتون وأنى تؤفكون. فلكل أجل كتاب، ولكل غيبة، إياب. فاستمعوا من ربانيكم (9)، وأحضروا قلوبكم، واستيقظوا إن هتف بكم (10). وليصدق رائد أهله (11)، وليجمع شمله، وليحضر ذهنه.
____________________
واستحكام قوتها (1) جمع شعبة، أي انتشرت بفروعها (2) تكيلكم أي تأخذكم للهلاك جملة كما يأخذ الكيال ما يكيله من الحب (3) تخبطكم، من خبط الشجرة ضربها بالعصى ليتناثر ورقها، أو من خبط البعير بيده الأرض أي ضربها. وعبر بالباع ليفيد استطالتها عليهم وتناولها لقريبهم وبعيدهم (4) الثفالة بالضم كالثفل. والثافل ما استقر تحت الشئ من كدرة. وثفالة القدر ما يبقى في قعره من عكارة. والمراد الأرذال والسفلة (5) النفاضة ما يسقط بالنفض. والعكم بالكسر العدل بالكسر أيضا، ونمط تجعل فيه المرأة ذخيرتها. والمراد ما يبقى بعد تفريغه في خلال نسيجه فينفض لينظف (6) العرك كالنصر: شديد الدلك. وعركه حكه حتى عفاه. والأديم الجلد (7) المحصود (8) البطينة السمينة (9) الرباني بتشديد الباء المتأله العارف بالله عز وجل (10) صاح بكم (11) الرائد من يتقدم القوم ليكشف لهم مواضع الكلأ ويتعرف سهولة الوصول إليها من صعوبته. وفي المثل " لا يكذب الرائد أهله ". يأمر الهداة