هذا جزاء من ترك العقدة (1). أما والله لو أني حين أمرتكم بما أمرتكم به حملتكم على المكروه الذي يجعل الله فيه خيرا، فإن استقمتم هديتكم، وإن اعوججتم قومتكم، وإن أبيتم تداركتكم، لكانت الوثقى، ولكن بمن وإلى من؟. أريد أن أداوي بكم وأنتم دائي، كناقش الشوكة بالشوكة وهو يعلم أن ضلعها معها (2). اللهم قد ملت أطباء هذا الداء الدوي (3)، وكلت النزعة بأشطان الركي (4). أين القوم الذين دعوا إلى الاسلام فقبلوه، وقرأوا القرآن فأحكموه. وهيجوا إلى القتال فولهوا وله اللقاح إلى أولادها (5)، وسلبوا السيوف أغمادها. وأخذوا بأطراف الأرض زحفا زحفا وصفا صفا. بعض هلك وبعض نجا. لا يبشرون بالأحياء (6)، ولا
____________________
(1) ما حصل عليه التعاقد من حرب الخارجين عن البيعة حتى يكون الظفر أو الهزيمة (2) الضلع بتسكين اللام الميل. وأصل المثل " لا تنقش الشوكة بالشوكة فإن ضلعها معها " يضرب للرجل يخاصم آخر ويستعين عليه بمن هو من قرابته أو أهل مشربه. ونقش الشوكة إخراجها من العضو تدخل فيه (3) الدوي بفتح فكسر: المؤلم (4) كلت: ضعفت. والنزعة جمع نازع. والأشطان جمع شطن وهو الحبل. والركي جمع ركية وهي البئر، أي ضعفت قوة النازعين لمياه المعونة من آبار هذه الهمم الغائضة الغائرة (5) اللقاح جمع لقوح وهي الناقة. وولهها إلى أولادها فزعها إليها إذا فارقتها.
(6) إذا قيل لهم نجا فلان فبقي حيا لا يفرحون لأن أفضل الحياة عندهم الموت في سبيل الحق.
ولا يحزنون إذا قيل لهم مات فلان فإن الموت عندهم حياة السعادة الأبدية.
(6) إذا قيل لهم نجا فلان فبقي حيا لا يفرحون لأن أفضل الحياة عندهم الموت في سبيل الحق.
ولا يحزنون إذا قيل لهم مات فلان فإن الموت عندهم حياة السعادة الأبدية.