ورسولك إلى الخلق. اللهم افسح له مفسحا في ظلك (4) واجزه مضاعفات الخير من فضلك. اللهم أعل على بناء البانين بناءه (5) وأكرم لديك منزلته، وأتمم له نوره، واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة ومرضي المقالة (6) ذا منطق عدل. وخطة فصل. اللهم
____________________
المستعدة لقبوله بما سطع من أنواره. والخابط الذي يسير ليلا على غير جادة واضحة، فأضاء الطريق له جعلها مضيئة ظاهرة فاستقام عليها سائرا إلى الغاية وهي السعادة، فكان في ذلك أن هديت به القلوب إلى ما فيه سعادتها بعد أن خاضت الفتن أطوار واقتحمتها مرارا. والخوضات جمع خوضة المرة من الخوض كما قال وهديت به القلوب الخ. والأعلام جمع علم بالتحريك ما يستدل به على الطريق كالمنار ونحوه، والأعلام موضحات الطرق لأنها تبينها للناس وتكشفها (1) العلم المخزون ما اختص الله به من شاء من عباده ولم يبح لغير أهل الحظوة به أن يطلعوا عليه وذلك مما لا يتعلق بالأحكام الشرعية (2) شهيدك شاهدك على الناس كما قال الله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) (3) بعيثك أي مبعوثك فهو فعيل بمعنى مفعول كجريج وطريح (4) افسح له وسع له ما شئت أن توسع في ظلك أي إحسانك وبرك فيكون الظل مجازا. ومضاعفات الخير أطواره ودرجاته (5) أراد من بنائه ما شيده صلى الله عليه وسلم بأمر ربه من الشريعة العادلة. والهدى الفاضل مما يلجأ إليه التائهون ويأوى إليه المضطهدون، فالإمام يسأل الله أن يعلي بناء شريعته على جميع الشرائع ويرفع شأن هديه فوق كل هدى لغيره. وإكرام المنزلة بإتمام النور، والمراد من إتمام النور تأييد الدين حتى يعم أهل الأرض ويظهر على الدين كله كما وعده بذلك. إكرام المنزلة في الآخرة، فقد تقدم في قوله افسح له واجزه مضاعفات الخير (6) أي اجزه على بعثتك له إلى الخلق وقيامه بما حملته واجعل ثوابه