أعلى الله؟ فأنا أول من آمن به. أم على نبيه؟ فأنا أول من صدقه (2). كلا والله ولكنها لهجة غبتم عنها (3) ولم تكونوا من أهلها. ويلمه كيلا بغير ثمن (4) لو كان له وعاء، ولتعلمن نبأه بعد حين
____________________
زوجها وتأيمها خلوها من الأزواج، يريد أنهم لما شارفوا استئصال أهل الشام وبدت لهم علامات الظفر بهم جنحوا إلى السلم إجابة لطلاب التحكيم فكان مثلهم مثل المرأة الحامل لما أتمت أشهر حملها ألقت ولدها بغير الدافع الطبيعي بالحادث العارضي كالضربة والسخطة وقلما تلقيه كذلك إلا هالكا. ولم يكتف في تمثيل خيفتهم في ذلك حتى قال ومات مع هذه الحالة زوجها وطال ذلها بفقدها من يقوم عليها حتى إذا هلكت عن غير ولد ورثها الأباعد السافلون في درجة القرابة ممن لا يلتفت إلى نسبه (1) يقسم أنه لم يأت العراق مستنصرا بأهله اختيارا لتفضيله إياهم على من سواهم. وإنما سيق إليهم بسائق الضرورة فإنه لولا وقعة الجمل لم يفارق المدينة المنورة. ويروى هذا الكلام بعبارة أخرى وهي (ما أتيتكم اختيارا ولا جئت إليكم شوقا) بالشين المعجمة (2) كان كرم الله وجهه كثيرا ما يخبرهم بما لا يعرفون ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون فيقول المنافقون من أصحابه إنه يكذب كما يقولون مثل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فهو يرد عليهم قولهم بأنه أول من آمن بالله وصدق برسوله فكيف يجترئ على الكذب على الله أو على رسوله مع قوة إيمانه وكمال يقينه ولا يجتمع كذب وإيمان صحيح (3) لهجة غبتم عنها أي ضرب من الكلام أنتم في غيبة عنه أي بعد عن معناه ونبو طبع عما حواه فلا تفهمونه ولهذا تكذبونه (4) ويلمه كلمة استعظام تقال في مقام المدح وإن كان أصل وضعها لضده ومثل ذلك معروف في لسانهم، يقولون للرجل يعظمونه ويقرظونه لا أبا لك. وفي الحديث فاظفر بذات الدين تربت يداك، وفي كلام