____________________
الحسن يحدث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويعظم أمره: وما لك والتحكيم والحق في يديك ولا أبا لك. وأصل الكلمة ويل أمه. وقوله كيلا مصدر محذوف أي أنا أكيل لكم العلم والحكمة كيلا بلا ثمن لو أجد وعاء أكيل فيه، أي لو أجد نفوسا قابلة وعقولا عاقلة (1) داحي المدحوات أي باسط المبسوطات وأراد منها الأرضين. وبسطها أن تكون كل قطعة منها صالحة لأن تكون مستقرا ومجالا للبشر وسائر الحيوان تتصرف عليها هذه المخلوقات في الأعمال التي وجهت إليها بهادي الغريزة كما هو المشهود لنظر الناظر وإن كانت الأرض في جملتها كروية الشكل. وداعم المسموكات مقيمها وحافظها. دعمه كمنعه: أقامه وحفظه. والمسموكات المرفوعات وهي السماوات، وقد يراد من هذا الوصف المجعول لها سمكا يفوق كل سمك. والسمك الثخن المعروف في اصطلاح أهل الكلام بالعمق. ودعمه للسماوات أقامته لها وحفظها من الهوى بقوة معنوية وإن لم يكن ذلك بدعامة حسية. قال صاحب القاموس المسموكات لحن والصواب مسمكات، ولعل هذا في إطلاق اللفظ اسما للسماوات، أما لو أطلق صفة كما في كلام الإمام فهو صحيح فصيح بل لا يصح غيره فإن الفعل سمك لا أسمك (2) جابل القلوب خالقها. والفطرة أول حالات المخلوق التي يكون عليها في بدء وجوده، وهي للانسان حالته خاليا من الآراء والأهواء والديانات والعقائد. وقوله شقيها وسعيدها بدل من القلوب، أي جابل الشقي والسعيد من القلوب على فطرته الأولى التي هو بها كاسب محض، فحسن اختياره يهديه إلى السعادة وسوء تصرفه يضلله في طرق الشقاوة (3) الشرائف جمع شريفة. والنوامي