____________________
على بصيرته حجاب الغفلة عما هو صائر إليه (1) ما لله من وصف فهو لذاته يجب بوجوبها، فكما أن ذاته سبحانه لا يدنو منها التغير والتبدل، فكذلك أوصافه هي ثابتة له معا لا يسبق منها وصف وصفا وإن كان مفهومها قد يشعر بالتعاقب إذا أضيفت إلى غيره، فهو أول وآخر أزلا وأبدا، أي هو السابق بوجوده لكل موجود، وهو بذلك السبق باق لا يزول وكل وجود سواه فعلى أصل الزوال مبناه، ثم هو في ظهوره بأدلة وجوده باطن بكنهه لا تدركه العقول ولا تحوم عليه الأوهام (2) الواحد أقل العدد ومن كان واحدا منفردا عن الشريك محروما من المعين كان محتقرا لضعفه ساقطا لقلة أنصاره. أما الوحدة في جانب الله فهي علو الذات عن التركيب المشعر بلزوم الانحلال وتفردها بالعظمة والسلطان وفناء كل ذات سواها إذا اعتبرت منقطعة النسبة إليها فوصف غير الله بالوحدة تقليل والكمال في عالمه أن يكون كثيرا، إلا الله فوصفه بالوحدة تقديس وتنزيه، وبقية الأوصاف ظاهرة (3) السامعون من الحيوان والانسان لقوى سمعهم حد محدود فما خفي من الأصوات لا يصل إليها فهي صماء عنه. فيصم بفتح الصاد مضارع صم إذا أصيب بالصمم وفقد السمع، وما عظم من الأصوات حتى فات المألوف