وسلم: " إن بني إسرائيل تفرقت إحدى وسبعين فرقة، فهلك سبعون فرقة خلصت فرقة واحدة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة تهلك إحدى وسبعون وتخلص فرقة. قيل يا رسول الله من تلك الفرقة؟ قال: الجماعة الجماعة " (1).
أنظر إلى قوله: " الجماعة الجماعة " ثم انظر إلى الساحة التي يقرأ القرآن فيها ثلاثة: مؤمن ومنافق وفاجر، ثم تدبر الأحداث والدوائر هل رأيت الجماعة؟
دعنا نكرر النظر ونعيد البحث، وهيا ننظر من جديد.
والقرآن وتفسير النبي أخبرا بأن بعد الاختلاف والافتراق يكون الطريق مفتوحا إلى سنن الأمم السابقة. قال تعالى: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم * كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون) (2)، إن المنافقين والكفار في صدر الآية، فافهم ذلك، أما تفسير النبي لهذه الآيات رواه ابن جرير عن الربيع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية:
حذركم الله أن تحدثوا في الإسلام حدثا، وقد علم أنه سيفعل ذلك أقوام من هذه الأمة، إنما حسبوا أن لا يقع بهم من الفتنة ما وقع ببني إسرائيل قبلهم، وأن الفتن عائدة كما بدأت. وروى ابن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لتأخذن كما أخذ الأمم من قبلكم ذراعا بذراع وشبرا بشبر وباعا بباع.
حتى لو أن أحد من أولئك دخل حجر ضب لدخلتموه " (3)، وروى ابن كثير عن ابن عباس أنه قال: ما أشبه الليلة بالبارحة " كالذين من قبلكم " هؤلاء بنو إسرائيل