معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ٢٤١
من نسيجها. وبنفس الكلمة أقام النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الحجة فقال: إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلف نبي، وإنه لا نبي بعدي. إنه سيكون خلفاء فنكثر، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم الذي جعل الله لهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم " (1).
إنه طريق الحسن والحسين، ومن معالمه: " وأعطوهم حقهم الذي جعل الله لهم " ومن معالمه أن الله هو الذي استرعاهم. بمعنى أن معاوية، والمغيرة، وزياد، ومروان، وغيرهم ليس لهم يد في عملية التنصيب وهذا باب كبير لا مجال لبحثه هنا. وكان الحسين يعلم أنه سبط من الأسباط، وأنه سيعتدى عليه كما اعتدت اليهود على أعلامها. فكان يقول: " والله لتعدن كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت " (2). والذي يتدبر أحاديث الإخبار بالغيب، يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحذر من اتباع طريق الذين ضلوا وانحرفوا من بني إسرائيل. وفي هذا إشارة إلى أن بعد الحسين الذي وصفه الحديث بسبط من الأسباط سيكون اختلاف وفرقة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لتهوكن كما تهوكت اليهود والنصارى " (3)، فالنبي حذر، وعلم من ربه أن هناك من لن يأخذ بالتحذير - فأخبر بما سيكونوا عليه في بطن الغيب.
إن الحسين لم يأت ليقتل، وإنما جاء لينظر الله عمل الأمة فيه، وهو سبحانه العليم المطلق، والأمة ستقتل الحسين، وهي في هذا العمل مختارة، ولو شاء الله ما فعلوه. فهو سبحانه العزيز وغيره ذليل، فقول معاوية: " إنه لم يبق إلا ابني وأبناءهم وابن أحق " قول يصلح للتجارة، وزينة يتزين بها الذين لا يشبعون حتى ولو جلسوا على آرائك الملك. إن أبناء النبي في دائرة الطهر وعلى قمة الحجة. أما غيرهم فهم مبتلون بهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن

(١) رواه عبد الله بن أحمد وقال في الفتح إسناد صحيح (الفتح ٥٢ / ٢٣).
(٢) البداية والنهاية 169 / 8، الطبري 217 / 6.
(3) رواه ابن حبان في صحيحه (كنز العمال 201 / 1).
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459