هناك آية التيمم مذكورة في كتاب الله وهناك حديث التيمم مذكور في كل كتب السنة فجهلك بهما لا يسمح لك باعتلاء منصة الخلافة ولا قيادة أمة وعلمك بهما يكفرك إذا عارضت أحكامهما فما كان لك إن كنت مؤمنا، إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لك الخيرة. فتحكم بما تشاء وترد ما تشاء وأنت أعلم مني بأن من يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا.
(ب) قال الله تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، وفريضة من الله والله عليم حكيم [التوبة: 60].
وكان من السنة النبوية المعروفة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخص المؤلفة قلوبهم بسهمهم الذي فرضه الله لهم كما أمره الله تعالى ولكن عمر بن الخطاب أبطل هذا العطاء المفروض في خلافته واجتهد مقابل النص وقال لهم: لا حاجة لنا بكم فقد أعز الله الإسلام وأغنى عنكم. بل لقد عطل هذا الحكم في خلافة أبي بكر إذ جاءه المؤلفة قلوبهم جريا على عادتهم مع رسول الله فكتب لهم أبو بكر بذلك فذهبوا إلى عمر ليأخذوا نصيبهم - فمزق عمر الكتاب وقال لهم: لا حاجة لنا بكم فقد أعز الله الإسلام وأغنى عنكم فإن أسلمتم وإلا فالسيف بيننا وبينكم، فرجعوا إلى أبي بكر فقالوا: أأنت الخليفة أم هو؟ فقال: بل هو إن شاء الله. وتراجع أبو بكر فيما كتب موافقا لرأي صاحبه عمر (1).
والعجيب أيضا أنك تجد حتى اليوم من يدافع عن عمر في هذه القضية ويعتبرها من مناقبه وعبقرياته ومن هؤلاء الشيخ محمد المعروف بالدواليبي إذ يقول في كتابه أصول الفقه في ص 239: ولعل اجتهاد عمر رضي الله عنه في قطع العطاء الذي جعله القرآن الكريم للمؤلفة قلوبهم كان في مقدمة الأحكام التي قال بها عمر تبعا لتغير المصلحة بتغير الأزمان