الخلافة بينما هؤلاء القبائل الذين منعوا الزكاة لو تركوهم واستشرى أمرهم في داخل البلاد الإسلامية فسيكون لهم تأثير كبير على مركز الخلافة. عند ذلك رأى عمر أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فاعترف بأنه الحق.
أبو بكر يمنع من كتابة السنة النبوية وكذلك يفعل بعده عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان إن الباحث إذا ما قرأ كتب التاريخ وأحاط ببعض الخلفيات التي توختها حكومة الخلفاء الثلاثة علم علم اليقين بأنهم هم الذين منعوا من كتابة الحديث النبوي الشريف وتدوينه بل منعوا حتى التحدث به ونقله إلى الناس لأنهم بلا شك علموا بأنه لا يخدم مصالحهم أو على الأقل يتعارض ويتناقض مع الكثير من أحكامهم وما تأولوه حسب اجتهاداتهم وما اقتضته مصالحهم. وبقي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذي هو المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بل هو المفسر والمبين للمصدر الأول ألا وهو القرآن الكريم. بقي ممنوعا ومحرما على عهدهم. ولذلك اتفقت كلمة المحدثين والمؤرخين على بداية جمع الحديث والتدوين في عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أو بعده بقليل. فقد نقل البخاري ف صحيحه في كتاب العلم باب كيف يقبض العلم قال:
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم أنظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء ولا يقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليفشوا العلم وليجلسوا حتى يعلم من لا يعلم فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا.
فهذا أبو بكر يخطب في الناس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلا لهم: إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله