ملة واحدة وأمة واحدة وعقيدة واحد ولكان لنا اليوم كلام غير هذا.
أما وأن السنن قد جمعت وأحرقت ومنعت من التدوين ومن النقل حتى شفويا فهذه هي الطامة الكبرى وهذه هي البائقة العظمى فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وإليك بعض النصوص الصريحة التي اجتهد فيها عمر بن الخطاب في مقابل القرآن.
(أ) يقول القرآن: وإن كنتم جنبا فاطهروا، وإن كنتم مرضى أو على سفر، أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا [المائدة: 6].
والمعروف في السنة النبوية بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علم الصحابة كيفية التيمم وبحضور عمر نفسه.
أخرج البخاري في صحيحه في كتاب التيمم في باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه عن الماء. قال: عن عمران قال: كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنا أسرينا حتى إذا كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ولا. وقعة أحلى عند المسافر منها. فما أيقظنا إلا حر الشمس، وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان يسميهم أبو رجاء فنسي عوف ثم عمر بن الخطاب الرابع وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه، فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس وكان رجلا جليدا فكبر ورفع صوته بالتكبير فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم، قال: لا خير ولا يضير ارتحلوا، فارتحل فسار غير بعيد ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم. قال: ما منعك يا فلان