وأصبح وزيرا بفضلها وعنايتها.
كما وأنه أباح الزنا واعتبره حقا شخصيا لمن بلغ سن الرشد ما لم يكن غصبا أو حرفة للعيش، وفتح دورا لحضانة الأطفال الذين يولدون من الزنا معللا ذلك بأنه رحيم بأولاد الزنا الذين كانوا يدفنون أحياء خوف العار والفضيحة، إلى غير ذلك من اجتهاداته المعروفة والغرب أن هذا الرئيس كان لحد ما معجبا بشخصية عمر فقد ذكره مرة بإعجاب وذكره مرة بأنه لم يتحمل المسؤولية حيا وميتا بينما هو الرئيس سيتحملها حيا وميتا، ومرة أخرى وكأنه بلغه بأن المسلمين انتقدوا اجتهاداته فقال: إن عمر بن الخطاب كان من أول وأكبر المجتهدين في عصره فلماذا لا أجتهد أنا في عصري الجديد فقد كان عمر رئيس دولة وأنا أيضا رئيس دولة.
والأغرب أن هذا الرئيس كان عندما يذكر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترى في كلامه سخرية واستهزاء فقد قال في خطابه بأن محمدا كان لا يعرف حتى الجغرافيا فقد قال: أطلبوا العلم ولو كان في الصين ظنا منه بأن الصين هي آخر الدنيا، فما كان محمد يتصور بأن العلم سيصل إلى هذه الدرجة وأن أطنانا من الحديد ستطير في الهواء فما بالك لو قيل له أو حدثوه عن الأورانيوم - والبوتاسيوم والعلوم الذرية والأسلحة النووية.
هذا ولا ألوم شخصيا هذا المسكين الذي ما فهم من كتاب الله وسنة رسوله شيئا ووجد نفسه يوما يحكم دولة باسم الإسلام وهو يسخر من الإسلام ويجري وراء الحضارة الغربية ويريد أن يصنع من بلاده دولة أوروبية متطورة بالمفهوم الذي يراه هو. وقد حذا حذوه كثير من الرؤساء والملوك لما حصل عليه من تأييد الدول الغربية واللائكية ومدحهم وإطرائهم له، حتى لقبوه بالمجاهد الأكبر ثم لا ألومه فالشئ من مأتاه لا يستغرب وكل إناء بالذي فيه ينضح وإذا كنت منصفا فسألقي باللوم على أبي بكر وعمر وعثمان الذين فتحوا هذا الباب من يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتسببوا في كل الاجتهادات التي دأب عليها الحكام الأمويون والعباسيون وما