وإليك الآن أيها القارئ بعض رواياتها بشئ من التفصيل لكي تتعرف على شخصية هذه المرأة التي لعبت أكبر الأدوار في إبعاد علي عن الخلافة وحاربته بكل ما أوتيت من قوة ودهاء.
ولكي تعرف أيضا بأن آية إذهاب الرجل والتطهير بعيدة عنها بعد السماء عن الأرض، وأن أهل السنة أكثرهم ضحايا الدس والتزوير فهم أتباع بني أمية من حيث لا يشعرون.
أم المؤمنين عائشة تشهد على نفسها ولنستمع إلى عائشة تروي عن نفسها وكيف تفقدها الغيرة صوابها، فتتصرف بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تصرفا لا أخلاقيا، قالت: بعثت صفية زوج النبي إلى رسول الله بطعام قد صنعته له، وهو عندي، فلما رأيت الجارية أخذتني رعدة حتى استقلني أفكل، فضربت القصعة ورميت بها، قالت: فنظر إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعرفت الغضب في وجهه، فقتل: أعوذ برسول الله أن يلعنني اليوم، قالت، قال: أولي، قلت وما كفارته يا رسول الله؟ قال: طعام كطعامها وإناء كإنائها (1).
ومرة أخرى تروي عن نفسها، قالت: قلت للنبي حسبك من صفية كذا وكذا، فقال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته (2).
سبحان الله! أين أم المؤمنين من الأخلاق وأبسط الحقوق التي فرضها الإسلام في تحريم الغيبة والنميمة؟ ولا شك بأن قولها: حسبك من صفية كذا وكذا، وقول الرسول بأنها كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته بأن ما قالته عائشة في ضرتها أم المؤمنين صفية أمر عظيم. وخطب جسيم.