أكثرهم، سبع قرون خلت وكلها طمس لحقائق الإسلام بنصوصه وأحكامه واستفحل الأمر في القرون التي أعقبتها، حتى وصل الأمر بأن يخطب الرئيس أمام شعبه المسلم مستهزئا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا ينكر عليه أحد لا في الداخل ولا في الخارج.
وهذا ما قلته وما أقواله لبعض الإخوة من الحركة الإسلامية: إن كنتم تنكرون اليوم على الرئيس عدم اتباع النصوص القرآنية والسنة النبوية فواجب عليكم أن تنكروا على من سن هذه البدعة في الاجتهاد مقابل النصوص، إن كنتم منصفين وتريدون فعلا اتباع الحق. فلا يقبلون مني هذا الكلام ويعيبون علي كيف أقارن الرؤساء اليوم بالخلفاء الراشدين، وأجيبهم بأن الرؤساء اليوم وملوك اليوم هم النتيجة الحتمية لما وقع في التاريخ، ومتى كان المسلمون يوما أحرارا منذ وفاة الرسول وحتى اليوم؟ فيقولون أنتم الشيعة تفترون وتشتمون الصحابة، ولو وصلنا يوما إلى الحكم فسنحرقكم بالنار، فأقول: لا أراكم الله ذلك اليوم.
(ت) قال الله تعالى: الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به، تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون، فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره، فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون [البقرة: 230].
والسنة النبوية الشريفة فسرت بغير لبس بأن المرأة لا تحرم على زوجها إلا بعد ثلاثة تطليقات ولا يحق لزوجها أن يراجعها إلا بعد أن تنكح زوجا آخر فإذا طلقها هذا الأخير عند ذلك يمكن لزوجها أن يتقدم لخطبتها