أن تصلي مع القوم؟ قال: أصابتني جنابة ولا ماء! قال: عليك بالصعيد فإنه يكفيك (1).
ولكن عمر يقول معارضة لكتاب الله وسنة رسوله من لم يجد الماء لا يصل.. وهذا مذهبه سجله عليه أغلب المحدثين. فقد أخرج مسلم في صحيحه ج 1 من كتاب الطهارة باب التيمم أن رجلا أتى عمر فقال إني أجنبت فلم أجد ماء فقال: لا تصل فقال عمار:
أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما كان يكفيك أن نضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك، فقال عمر:
اتق الله يا عمار! قال: إن شئت لم أحدث به (2).
سبحانه الله! لم يكتف عمر بمعارضته للنصوص الصريحة من الكتاب والسنة حتى يحاول منع الصحابة من معارضته في رأيه. ويضطر عمار بن ياسر أن يعتذر للخليفة بقوله: إن شئت لم أحدث به وكيف لا أعجب ولا تعجبون من هذا الاجتهاد وهذه المعارضة وهذا الإصرار على الرأي رغم شهادة الصحابة بالنصوص فإن عمر لم يقتنع إلى أن مات وهو مصر على هذا الاعتقاد وقد أثر مذهبه هذا في كثير من الصحابة الذين كانوا يرون رأيه - بل ربما كانوا يقدمونه على رأي رسول الله فقد أخرج مسلم في صحيحه في كتاب الطهارة باب التيمم من جزئه الأول صفحة 192 قال: عن شقيق: كنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى فقال أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن أرأيت لو أن رجلا أجنب فلم يجد الماء شهرا كيف يصنع بالصلاة؟ فقال عبد الله: لا يتيمم وإن لم يجد الماء شهرا!
فقال أبو موسى: فكيف بهذه الآية في سورة المائدة: فلم تجدوا ماء