عليه السلام عندما قالت قريش بأنه رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب - فقال:
لله أبوهم! وهل أحد منهم أشد لها مراسا، وأقدم فيها مقاما مني! لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، وها أنذا قد ذرفت على الستين، ولكن لا رأي لمن لا يطاع.
(الخطبة 27 من نهج البلاغة). نعم وهل استمع المسلمون لرأي علي، غير شيعته الذين آمنوا بإمامته فقد عارض تحريم المتعة وعارض بدعة التراويح وعارض كل الأحكام التي غيرها أبو بكر وعمر وعثمان ولكن بقيت آراؤه محصورة في أتباعه وشيعته، أما غيرهم من المسلمين فقد حاربوه ولعنوه وحاولوا جهدهم القضاء عليه ومحو ذكره، ولا أدل على معارضته من موقفه العظيم البطولي عندما دعاه عبد الرحمن بن عوف الذي رشحوه لاختيار الخليفة بعد موت عمر فاشترط عليه - بعد أن اختاره ليكون هو الخليفة - أن يحكم فيها بسنة الخليفتين أبو بكر وعمر، فرفض علي عليه السلام هذا الشرط وقال: أحكم بكتاب الله وسنة رسوله. وعلى هذا تركوه واختاروا عثمان بن عفان الذي قبل شرط الحكم بسنة الخليفتين فإذا كان علي عليه السلام لا يقدر على معارضة أبي بكر وعمر وهما ميتان فكيف يعارضهما وهما على قيد الحياة؟؟
ولذلك ترى اليوم بأن باب مدينة العلم الذي كان أعلم الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقضاهم وأحفظهم لكتاب الله وسنة رسوله، متروكا عند أهل السنة والجماعة، فيقتدون بمالك وأبي حنيفة والشافعي وابن حنبل ويقلدونهم في كل أمور الدين من العبادات والمعاملات ولا يرجعون في شئ للإمام علي وكذلك فعل أئمتهم في الحديث كالبخاري ومسلم فتراهم يروون عن أبي هريرة وعن ابن عمر وعن الأقرع والأعرج وعن كل قريب وبعيد مئات الأحاديث ولا يروون عن علي إلا بضعة أحاديث مكذوبة عليه وفيها مس بكرامة أهل البيت. ثم هم لا يكتفون بذلك فيستنكرون ويكفرون من قلده، واقتدى به من شيعته المخلصين وينبزونهم بالروافض