ويروي أيضا أنها دخلت مرة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يناجي عليا فصرخت وقالت: مالي ولك يا بن أبي طالب؟ إن لي نوبة واحدة من رسول الله - فغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وكم من مرة أغضبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتصرفاتها الناتجة عن الغيرة الشديدة وعن حدة طبعها وكلامها اللاذع.
وهل يرضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسم على مؤمن أو مؤمنة ملأ قلبه كرها وبغضا لابن عمه وسيد عترته، الذي قال فيه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (1) وقال فيه من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا فقد أبغضني (2).
وقرن في بيوتكن ولا تبرجن أمر الله سبحانه نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاستقرار في بيوتهن وأن لا يخرجن متبرجات وأمرهن بقراءة القرآن وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعمل نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكلهن امتثلن أمر الله وأمر رسوله الذي نهاهن هو الآخر صلى الله عليه وآله وسلم قبل وفاته وحذرهن بقوله: أيتكن تركب الجمل وتنبحها كلاب الحوأب، كلهن ما عدا عائشة فقد اخترقت كل الأوامر وسخرت من كل التحذيرات ويذكر المؤرخون أن حفصة بنت عمر أرادت الخروج معها ولكن أخاها عبد الله حذرها وقرأ عليها الآية فرجعت عن عزمها، أما عائشة فقد ركبت الجمل ونبحتها كلاب الحوأب يقول طه حسين في كتابه الفتنة الكبرى: مرت عائشة في طريقها بماء فنبحتها كلابه وسألت عن هذا الماء فقيل لها إنه الحوأب، فجزعت جزعا شديدا وقالت: