وبكل ما يشين، والحقيقة أن هؤلاء ليس لهم ذنب إلا أنهم اقتدوا بعلي الذي كان منبوذا ومبعدا في عهد الخلفاء الثلاثة، ثم هو ملعون ومحارب في عهد الأمويين والعباسيين، وكل من له إلمام ومعرفة بالتاريخ سيدرك هذه الحقيقة واضحة جلية، وسيفهم الخلفيات والمؤامرات التي حيكت ضده وضد أهل بيته وشيعته.
عثمان بن عفان يتبع سنة صاحبيه في مخالفة النصوص لعل عثمان بن عفان عندما عاهد عبد الرحمن بن عوف غداة بيعته بالخلافة أن يحكم فيهم بسنة الخليفتين أبي بكر وعمر، كان يرمي بأنه سيجتهد كما اجتهد ويغير النصوص القرآنية والنصوص النبوية كما كانا يفعلان ومن تتبع سيرته أيام خلافته يجده قد ذهب أشواطا بعيدة في الاجتهاد حتى أنسى الناس اجتهادات صاحبيه أبي بكر وعمر، وأنا لا أريد الإطالة في هذا الموضوع الذي ملأ كتب التاريخ قديما وحديثا وما أحدثه عثمان من أمور غريبة سببت الثورة عليه وأودت بحياته ولكني سأقتصر على بعض الأمثلة الوجيزة كالعادة ليتبين للقارئ ولكل باحث ما أحدث أنصار الاجتهاد في دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
(أ) أخرج مسلم في صحيحه في كتاب صلاة المسافرين عن عائشة قالت: فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ثم أتمها في الحضر، فأقرت صلاة السفر على الفريضة الأولى.
كما أخرج مسلم في صحيحه في نفس الكتاب المذكور أعلاه، عن يعلى بن أمية قال:
قلت لعمر بن الخطاب، ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا، فقد أمن الناس! فقال: عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك، فقال: صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته.