وواضح أن الحديث لا يمكن أن تصح نسبته إلى من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وهو كما قدمنا يصدم مع المنطق والعقل، ويناقض كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والسؤال الذي يطرح هنا، كيف يغفل البخاري ومسلم عن مثل هذه الأكاذيب ولا يتنبهون لها؟ أم أن لهما في أمثال هذه الأحاديث مذهب وعقيدة؟
التناقض في الفضائل ومن الأحاديث المتناقضة التي تجدها في الصحاح هو تفضيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على كل الأنبياء والمرسلين، وأحاديث أخرى ترفع من شأن موسى درجة أعلى من درجته، وأعتقد بأن اليهود الذين أسلموا في عهد عمر وعثمان أمثال كعب الأحبار وتميم الداري ووهب بن منبه هم الذين وضعوا تلك الأحاديث على لسان بعض الصحابة الذين كانوا معجبين بهم أمثال أبي هريرة وأنس بن مالك وغيرهم. فقد أخرج البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد باب قوله تعالى: وكلم الله موسى تكليما.
عن أنس بن مالك حكاية طويلة تحكي إسراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم عروجه إلى السماوات السبع ثم إلى سدرة المنتهى وقصة فرض الصلوات الخمسين التي فرض على محمد وأمته وبفضل موسى ردت إلى خمس عملية وما فيها من الكذب الصريح والكفر الشنيع من أن الجبار رب العزة دنا فتدلى حتى كان من النبي قاب قوسين أو أدنى، وغيرها من التخريف ولكن ما يهمنا في هذه الرواية هو أن محمدا لما استفتح السماء السابعة وكان فيها موسى وأن الله رفعه في السابعة بتفضيل كلام الله فقال موسى: رب لم أظن أن يرفع علي أحد. وأخرج مسلم في صحيحه