الفصل السادس فيما يتعلق بالخلافة الخلافة، وما أدراك ما الخلافة! فهي التي جعلها الله فتنة الأمة وهي التي قسمتها وأطمعت فيها الطامعين، وهي التي أهرقت في سبيلها الدماء البريئة وهي التي كفر من أجلها مسلمون فأغرتهم وأبعدتهم عن الصراط المستقيم وأدخلتهم نار الجحيم ولا بد لنا من دراسة تكون على اختصارها محيطة بالخفايا والملابسات التي كانت الخلافة مسرحا لها قبيل وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وأول ما يتبادر للأذهان أن الزعامة عند العرب كانت من الأمور الضرورية في كل العصور فتراهم يقدمون رئيس القبيلة أو زعيم العشيرة على أنفسهم فلا يبرمون أمرا دونه ولا يتخذون قرارا إلا بمشورته ولا يسبقونه بالقول.
فزعيم العشيرة هذا عادة ما يكون أكبرهم سنا وأعلمهم بالأمور وأشرفهم حسبا ونسبا.
ويبدوا أن هذا الرئيس يبرز من خلال الأحداث في عشيرته ومما يظهر عليه من ذكاء وفطنة وشجاعة وعلم بالأمور وسخاء وإكرام الضيف وغير ذلك من الخصال الحميدة، ولكن في أغلب الأحيان هي وراثة وليست اختيار.
ونجد بعد ذلك أن القبائل والعشائر رغم استقلاليتها فهي تخضع