السنة النبوية تكشف حقائق بعض الصحابة وحتى لا يتوهم معاند في الأحاديث النبوية التي تناولت الصحابة يحاول الطعن فيها أو تضعيفها، فقد اعتمدنا فقط أحاديث البخاري والذي هو أصح الكتب عند أهل السنة ورغم أن البخاري كتم الكثير من هذه الأحاديث حفاظا على كرامة الصحابة كما هو معروف عنه ولأن غيره من صحاح أهل السنة أخرج أضعافها وبعبارات أكثر وضوحا إلا أننا نكتفي بهذا الموجز الذي أخرجه البخاري لتكون حجتنا أبلغ.
أخرج البخاري في صحيحه من جزئه الأول في باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر من كتاب الإيمان.
قال إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا، وقال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكاييل (صحيح البخاري: 1 / 17).
* وإذا كان ابن أبي مليكة أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ولا يدعي الإيمان الصحيح لنفسه فما بال أهل السنة يرفعونهم إلى منزلة الأنبياء ولا يقبلون النقد في أي واحد منهم.
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الرابع في باب الجاسوس والتجسس من كتاب الجهاد والسير.
أن حاطب بن أبي بلتعة وهو من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث إلى المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد جئ بكتابه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما هذا يا حاطب؟ فاعتذر للنبي بأنه يريد حماية قرابته في مكة، وصدقه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق! قال: إنه شهد بدرا، وما يدريك لعل الله أن يكن قد اطلع على