فعلتهن ليتني كنت تركتهن - فليتني تركت بيت علي وفي رواية لم أكشف بيت فاطمة عن شئ وإن كانوا قد أعلنوا علي الحرب، وليتني يوم سقيفة بني ساعدة كنت ضربت على يد أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر فكان هو الأمير وكنت أنا الوزير، وليتني حين أتيت ذي الفجاءة والسلمي أسيرا أني قتلته ذبيحا أو أطلقته نجيحا ولم أكن أحرقته بالنار (1).
ونحن نضيف، ليتك يا أبا بكر لم تظلم الزهراء ولم تؤذها ولم تغضبها وليتك ندمت قبل موتها وأرضيتها، هذا بخصوص بيت علي الذي كشفته وأبحت حرقه.
أما بخصوص الخلافة فليتك تركت صاحبيك وعضديك أبا عبيدة وعمر وضربت على يد صاحبها الشرعي الذي استخلفه صاحب الرسالة فكان هو الأمير. إذا لكان العالم اليوم غير ما نشاهده ولكان دين الله هو الذي يسود الكرة الأرضية، كما وعد الله ووعده حق.
وأما بخصوص الفجاءة السلمي الذي أحرقته بالنار، فيا ليتك لم تحرق السنن النبوية التي جمعتها ولكنت تعلمت منها الأحكام التشريعية الصحيحة وما التجأت إلى الاجتهاد بالرأي.
وخيرا وأنت على فراش الموت ليتك إذا فكرت في الاستخلاف أرجعت الحق إلى نصابه إلى من كان محله منها محل القطب من الرحى فأنت أعلم الناس بفضله وفضائله وزهده وعلمه وتقواه وأنه كان كنفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وخصوصا أنه سلم لك الأمر ولم يناجزك حفاظا على الإسلام، فكان حريا بك أن تنصح لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتختار لها من يصلح شأنها ويلم شعثها ويوصلها إلى ذروة المجد.