عشر قرنا إذا ما حاججت بالنصوص النبوية المتواترة التي تثبت بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عين عليا خليفة له، فسيقال لك دعنا من السنة النبوية التي أختلف فيها وحسبنا كتاب الله، وكتاب الله لم يذكر بأن عليا هو خليفة النبي، بل قال وأمرهم شورى.
وهذه هي حجتهم فما كلمت أحدا من علماء أهل السنة إلا وكانت الشورى هي شعارهم وديدنهم.
ويقطع النظر على أن خلافة أبي بكر كانت فلتة وقى الله المسلمين شرها (1 فلم تكن عن مشورة كما يدعي البعض بل كانت بالغفلة وبالقوة والقهر والتهديد والضرب (2) وتخلف عنها وعارضها الكثير من خيرة الصحابة وعلى رأسهم علي بن أبي طالب وسعد بن عبادة وعمار وسلمان والمقداد والزبير والعباس وغير هؤلاء كثيرون كما يعترف بذلك جل المؤرخين لهذا الحدث، ولنغض الطرف عنها ونأتي إلى استخلاف أبي بكر لعمر بعده ونسأل أهل السنة الذين يتشدقون بمبدأ الشورى، لماذا عين أبو بكر خليفة وفرضه على المسلمين بدون أن يترك الأمر شورى بينهم كما تدعون؟
ولمزيد من التوضيح وكالعادة لا نستدل إلا بكتب أهل السنة أقدم إلى القارئ كيفية استخلاف أبي بكر لصاحبه.
ينقل ابن قتيبة في كتابه تاريخ الخلفاء. في باب مرض أبي بكر واستخلافه عمر رضي الله عنهما. قال:
ثم دعا عثمان بن عفان فقال: أكتب عهدي، فكتب عثمان وأملى عليه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد به أبو بكر بن أبي قحافة آخر عهده في الدنيا نازحا عنها، وأول عهده بالآخرة داخلا فيها، إني