وبيده القوة لأقعدهم الخوف عن أداء الشهادة كما وقع ذلك فعلا من بعض الصحابة الذين أقعدهم الخوف أو الحسد عن الشهادة أمثال أنس بن مالك والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وجرير بن عبد الله البجلي (1) فأصابتهم دعوة علي بن أبي طالب ولم ينعم أبو تراب عليه السلام بالخلافة فكانت أيامه كلها محن وفتن ومؤامرات وحروب شنت عليه من كل حدب وصوب، وبرزت تلك الأحقاد والضغائن البدرية والحنينية والخيبرية حتى سقط شهيدا ولم تجد تلك السنن النبوية أذانا صاغية لدى الناكثين والقاسطين والمارقين والانتهازيين الذين ألفوا الفساد والرشوة وحب الدنيا أيام عثمان فلم يكن ابن أبي طالب ليصلح فساد وانحراف ربع قرن في ثلاث أو أربع سنوات إلا بفساد نفسه وهيهات منه ذلك وهو القائل: والله إني لأعرف ماذا يصلحكم، ولكن لا أصلحكم بفساد نفسي.
ولم تطل المدة حتى اعتلى سدة الخلافة معاوية بن أبي سفيان فواصل المخطط كما قدمنا في منع الأحاديث إلا ما كان في زمن عمر. وذهب شوطا أبعد من ذلك فانتدب من الصحابة والتابعين زمرة لوضع الأحاديث فضاعت سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في خضم تلك الأكاذيب والأساطير والفضائل المختلفة.
واستمر المسلمون على ذلك قرنا كاملا وأصبحت سنة معاوية هي المتبعة لدى عامة المسلمين وإذا قلنا سنة معاوية فمعناه السنة التي ارتضاها معاوية من أفعال الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان وما أضافه هو وأتباعه من وضع وتزوير ولعن وسب لعلي وأهل بيته وشيعته من الصحابة المخلصين.
ولذلك أعود وأكرر بأن أبا بكر وعمر نجحا في هذا المخطط لطمس السنن النبوية بدعوى الرجوع إلى القرآن فإنك ترى اليوم وبعد مرور أربعة