الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٨١
إلغاء نظام الرق مباشرة، وكان كثير الانتشار في ذلك العصر، فلا يسوغ الزعم أنه قال: يجب على العبد أن يبقى عبدا ويلبث في المكان الذي اتفق له أن يكون فيه في المجتمع، كأن هذا المكان قد خص به من عل إلى ما لا نهاية له. أصاب بعضهم حيث قال: " إن بولس لا يضع أبدا هذه الأشياء جنبا إلى جنب، فإن الإخاء، أي الوحدة في المسيح، يأخذ بالأحرى هذه العلاقة، علاقة السيد والعبد، ويحطمها ويسير بها إلى الكمال في ميدان يختلف كل الاختلاف عن ذلك الميدان. سيعد أونيسمس، لا مساويا لفيلمون وعضوا آخر في الكنيسة فحسب، بل عضوا في أسرة فيلمون. سيكون أخا على وجه تام، فلم يبق هناك مجال للأبوة المتعالية. سيكون هناك إخاء تام.
نبه بولس أنه يجب على فيلمون أن يتقبل أونيسمس قبوله لأخ، سواء أكان ذلك لأنه إنسان أم لأنه مسيحي (الآية 16).
ويمكننا أن نختم بقولنا مع بعضهم: " إذا لم يكن العهد الجديد ثوريا بما لهذه الكلمة من معنى في عصرنا، فإنه أيضا أقل من ذلك محافظ. فكل نظام اجتماعي يفكك ويزول مع بنيان هذا العالم.
[صحة نسبة الرسالة] لم يشك في صحة هذه البطاقة إلا نادرا، ولا سبيل إلى ذكر أحد غير بولس يكون الكاتب لها:
ففيها لغته وإنشاؤه وقلبه. غير أن الذين يرون أنه يجب عليهم الشك في صحة الرسالة إلى أهل قولسي يجدون أنفسهم مضطرين إلى الارتياب في صحة هذه الرسالة. فبين هاتين الرسالتين، كما رأينا، علاقة وثيقة جدا، حتى أنه ليس بوسع أحد أن يرى فيهما رأيين مختلفين.
(٦٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 676 677 678 679 680 681 682 683 684 685 686 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة