الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٤٤
يستهين بانسان، بل يستهين بالله الذي يهب لكم روحه القدوس (6).
9 أما المحبة الأخوية فلا حاجة بكم إلى أن يكتب إليكم فيها لأنكم تعلمتم من الله أن يحب بعضكم بعضا، 10 وبذلك تعاملون جميع الإخوة في مقدونية كلها. فنسألكم، أيها الإخوة، أن تزدادوا فيها 11 وأن تطمحوا إلى أن تعيشوا عيشة هادئة وتشغلوا بما يعنيكم وتعملوا بأيديكم كما أوصيناكم (7)، 12 فتسيروا سيرة كريمة في نظر الذين في خارج الكنيسة ولا تكون بكم حاجة إلى أحد (8).
[الأموات والأحياء عند مجئ الرب] 13 ولا نريد، أيها الإخوة، أن تجهلوا مصير الأموات (9) لئلا تحزنوا كسائر الناس (10) الذين لا رجاء لهم. 14 فأما ونحن نؤمن بأن يسوع قد مات ثم قام، فكذلك سينقل الله بيسوع ومعه أولئك الذين ماتوا (11). 15 فإننا نقول لكم عن قول الرب (12): إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجئ الرب لن نتقدم الأموات، 16 لأن الرب نفسه، عند إعلان الأمر، عند انطلاق صوت رئيس الملائكة والنفخ في بوق الله، سينزل من السماء فيقوم أولا الذين ماتوا في المسيح، 17 ثم إننا نحن الأحياء الباقين سنخطف معهم في الغمام (13)، لملاقاة المسيح في الجو، فنكون هكذا مع الرب دائما أبدا (14). 18 فليشدد بعضكم بعضا بهذا الكلام.

(٦) قراءة مختلفة: " جعل فيكم "، " ويجعل فينا ".
راجع مز ٣٦ / ٢٧ و ٣٧ / ١٤.
(٧) في البيئة الوثنية، كان العمل من شأن العبيد. نجد هنا معلومات عن أصل مسيحيي تسالونيقي الاجتماعي.
يخشى بولس أن يصرف انتظار عودة المسيح الوشيكة أهل تسالونيقي عن أعمالهم المألوفة (راجع ٢ تس ٢ / ٢ و ٣ / ٧ - ١٠).
(٨) لا بد من وضع هذه العبارة في سياق الكلام: لا يعني بولس أن المسيحي لا يحتاج إلى إخوته، بل يعني أنه لا يحق له أن يكون، بسبب خطأه أو كسله، عبئا على الآخرين (راجع ٢ / ٩ و ٢ تس ٣ / ٦ - ١٢).
(٩) الترجمة اللفظية: " الراقدين ". العبارة نفسها في الآية التي تأتي بعدها. كان الرقاد استعارة مألوفة للموت عند اليهود واليونانيين. فلا عجب أن يكون الاستيقاظ استعارة للقيامة (راجع ٥ / ١٠). إن المسألة التي تشغل بال أهل تسالونيقي هي هذه: هل سيفوت مجئ الرب أولئك المسيحيين الذين يعيشون في هذه الأيام والذين ينتمون إلى " الجيل الآخر "؟ لا شك أن الوفيات الأولى التي وقعت في الكنيسة الأولى قد أقلقت فكر المؤمنين.
(10) " سائر الناس " هم " الذين في خارج الكنيسة " الوارد ذكرهم في الآية 12، أي الوثنيون (راجع 5 / 6). في ذلك الزمان، كف اليونانيون، إلا بعض الفئات منهم، عن الإيمان بحياة بعد الموت، ولم يكونوا قد تأثروا بالديانات الشرقية التي تعد بالخلود.
(11) الترجمة اللفظية: " فكذلك الذين ماتوا في يسوع سينقلهم الله إليه معه ". فلا توازن في الجملة كما هي في الأصل اليوناني، فإن بولس يأتي رأسا بالجواب الذي ينتظره القراء، وهو أن المسيحيين الذين ماتوا سيشاركون في مجئ الرب. فقيامتهم مفترضة إذا، وستذكر بوضوح في الآية 16.
(12) أما كلمة ليسوع وردت في الأناجيل (راجع متى 16 / 27 و 24 / 30)، وإن لم تختص بالمشكلة التي يجيب بولس عنها (الصلة بين القيامة ومجئ المسيح)، وأما كلمة لم ترد في الأناجيل، بل أخذها بولس عن تقليد كنسي قديم، وأما وحي للروح القدس (راجع 4 / 2 +، و 1 قور 15 / 51 واف 3 / 3 +).
(13) بولس مدين كثيرا، في هذا الوصف، للاستعارات التقليدية التي وردت في الأدب الرؤيوي اليهودي. " فالصوت والبوق والنزول من السماء والغمام " هي عبارات يمتاز بها هذا الأدب. وهي كالصيغة الأدبية لنظرة معينة للعالم وعلاقاته مع الله. فقيمتها قيمة رمزية أكثر منها حقيقة تاريخية ينبأ بها.
(14) إذا كان الإيمان يجعل الإنسان يحيا " في " المسيح، فالقيامة تجعل منه كائنا " مع " المسيح. يستعمل بولس أحرف جر مختلفة (" في " و " مع ") للدلالة على تقدم الاتحاد بالرب المنتظر مجيئه بشغف. وإذا كان ينتطر، فلأن الحياة " في المسيح " ليست سوى بذر وبداية لما ستكون الحياة " مع المسيح " في الاتحاد التام بالرب، المنتصر على الموت والشر.
(٦٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 639 640 641 642 643 644 645 646 647 648 649 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة