وحول تفسير رسالة سيدنا عيسى يقول الله تعالى: (ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون، إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم - الزخرف 63 - 64).
(ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون، إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم - آل عمران 50 - 51).
وإذن: فالمسيحية التي جاء بها عيسى عليه السلام، إحدى مراحل الرسالة الإلهية إلى الناس ليعبدوا الله ويطيعوه، ويتقوه، فهي تدعو إلى:
- توحيد الله وتنزيهه عن كل معاني الشرك.
- وإفراده وحده جل شأنه بالعبادة والطاعة.
- وتنفيذ أوامره وتحقيق شرعه.
- والتحلي بجميل الخلق ورفيع الشيم ومكارم الأخلاق.
والزيادة على هذا غلو وكفر، ولهذا فإن القرآن يحكي نصيحة عيسى لقومه ودعوته إياهم لعبادة الله وحده وعدم الاشراك به: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم، وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم، إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار - المائدة 72).
هذه الرسالة التي حملها سيدنا عيسى ليست رسالة عامة، ولكنها خاصة ببني إسرائيل، يقول الله تعالى: (ورسولا إلى نبي إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم - آل عمران 49). (وإذ قال عيسى بن مريم يا نبي إسرائيل أني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد، فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين - الصف 6). وفي إنجيل برنابا