نفحات الأزهار - السيد علي الميلاني - ج ١٤ - الصفحة ٣٢٠
أثبت علماء الشيعة بطلانها بما لا مزيد عليه. فراجع (1).
قوله:
وهذا استعمال رائج ومعروف، كما في قولهم: فلان أعقل الناس وأفضلهم.
أقول:
نعم... التسويل في هؤلاء القوم رائج... إنهم يحاولون صرف أدلة
(١) قد استدلوا بالآية الكريمة على أفضلية أبي بكر، في أغلب كتبهم في التفسير كتفسير الرازي والكلام كالمواقف وشرحها، وشرح المقاصد، ووجه الاستدلال ما ذكرناه، وقد أبطلناه في كتابنا (الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية) في (الطرائف على شرح المواقف) و (المراصد على شرح المقاصد) بأن الاستدلال موقوف على نزول الآية في أبي بكر وصحة الخبر في ذلك، وهذا أول الكلام، لأن:
١ - هذا الخبر مما تفردوا بنقله، فلا يكون حجة في مقام الاستدلال والاحتجاج.
٢ - نزول الآية في حق أبي بكر غير متفق عليه بينهم، ولذا نسب القول به في (شرح المواقف) إلى أكثر المفسرين.
٣ - من المفسرين من حمل الآية على العموم، ومنهم من قال بنزولها في قصة أبي الدحداح وصاحب النخلة، كما في (الدر المنثور ٦ / ٣٥٨).
٤ - خبر نزولها في أبي بكر إنما يرويه آل الزبير، وانحراف هؤلاء عن علي عليه السلام مشهور، فلا يكون قولهم حجة.
٥ - سند الرواية غير معتبر. قال الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد ٩ / ٥٠): " وعن عبد الله الزبير قال: نزلت في أبي بكر الصديق: * (وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى) *. رواه الطبراني وفيه: مصعب بن ثابت، وفيه ضعف ".
قلت: وهو من آل الزبير، فهو: " مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير " قال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: أراه ضعيف الحديث، لم أر الناس يحمدون حديثه، وقال عثمان الدارمي، عن ابن معين: ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوي في الحديث، وقال ابن حبان: انفرد بالمناكير عن المشاهير فلما كثر ذلك فيه استحق مجانبة حديثه، وقال ابن سعد: يستضعف، وقال الدارقطني: ليس بالقوي: (تهذيب التهذيب ١٠ / 144).