شأنا يبعد أتباعه أن يميلوا إلى دليل مرجوح ورأي مغسول ومذهب مرذول، فلو كان عدم الاشتراط أوضح لا كوضوح شمس النهار كيف يميل هو إليه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، رواه الصحيحان، وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الترمذي، فالانقراض هو الحق.
لا يقال: إن الخلفاء الثلاثة أيضا أبواب العلم، وقد حكم عمر بامتناع البيع. لأن غاية ما في الباب أنهما تعارضا، ثم المذهب أن أمير المؤمنين عمر أفضل، وهو لا يقتضي أن يكون الأفضلية في العلم أيضا، وقد ثبت أنه باب دار الحكمة، والحكمة حكمه ".
ومفاد هذا الكلام دلالة حديث " أنا دار الحكمة وعلي بابها " على عصمة الإمام عليه السلام، وحينئذ تكون دلالة حديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها " ثابتة عليها بالأولوية، لما سيأتي عن ابن طلحة قوله: " لكنه صلى الله عليه وسلم خص العلم بالمدينة والدار بالحكمة لما كان العلم أوسع أنواعا وأبسط فتونا وأكثر شعبا وأغزر فائلة وأعم نفعا من الحكمة، خصص الأعم بالأكبر والأخص بالأصغر ".
3 - دلالته على أن الإمام واسطة العلوم ويدل حديث مدينة العلم على أن الأمة يجب أن تستمد العلوم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بواسطة سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام، وهذا شرف يتضاءل عنه كل شرف، وفضيلة ليس فوقها فضيلة، ومرتبة تثبت الأفضلية فضلا عن غيرها من الأدلة... ومن هنا أيضا تثبت خلافة أمير المؤمنين عليه السلام بلا كلام:
قال محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير الصنعاني في (الروضة الندية) بعد تصحيح الحديث: " نعم، ولعلك تقول: كيف حقيقة هذا التركيب النبوي،