كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟ ووددت أني كنت سألته عن ميراث ابنة الأخ والعمة فإن في نفسي منها شيئا.
قال لي يونس: قال لنا يحيى ثم قدم علينا علوان بعد وفاة الليث فسألته عن هذا الحديث فحدثني به كما حدثني الليث به سعد حرفا حرفا.
وأخبرني أنه هو حدث به الليث بن سعد وسألته عن اسم أبيه وأخبرني أنه علوان بن داود. وحدثني محمد بن إسماعيل المرادي، قال: ثنا عبد الله بن صالح المصري قال: حدثني الليث عن علوان بن صالح عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال:
ثم ذكر نحوه ولم يقل فيه عن أبيه " (1).
وقال أبو عمر أحمد بن عبد ربه القرطبي: " قال أبو صالح: أخبرنا محمد ابن وضاح، قال: حدثني محمد بن زمج بن مهاجر النجيبي، قال: حدثني الليث بن سعد عن علوان عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه أنه دخل على أبي بكر رضي الله عنه في مرضه الذي توفي فيه فأصابه مفيقا فقال: أصبحت بحمد الله بارئا، قال أبو بكر: أبرأه الله (أتراه برءا؟. ظ) قال: نعم! قال: أما إني على ذلك لشديد الوجع، ولما لقيت منكم يا معشر المهاجرين أشد علي من وجعي، إني وليت أمركم خيركم في نفسي فكلكم ورم من ذلك أنفه! يريد أن يكون له الأمر، ورأيتم الدنيا مقبلة ولما تقبل وهي مقبلة حتى تتخذوا ستور الحرير ونضائد الديباج، وتألمون الاضطجاع على الصوف الآزري كما يألم أحدكم الاضطجاع على شوك السعدان! والله لأن يقدم أحدكم فتضرب عنقه في غير حد خير له من أن يخوض في غمرة الدنيا، ألا وإنكم أول ضال بالناس غدا فتصدونهم عن الطريق يمينا وشمالا! يا هادي الطريق، إنما هو الفجر والبحر.
قال: فقلت له خفض عليك يرحمك الله! فإن هذا يهيضك على ما بك، إنما الناس في أمرك بين رجلين: إما رجل رأى ما رأيت فهو معك،