ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، أي: من الفتن والحروب وارتداد من ارتد من الأعراب واختلاف القلوب، ونحو ذلك مما أنذر به صريحا، وقد وقع كل ذلك " (1).
وقال الطيبي: " والإشارة في الجملة إلى مجئ الشر عند ذهاب أهل الخير فإنه لما كان صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم كان يبين ما يختلفون فيه، فلما توفي صلى الله عليه وسلم حالت الآراء واختلفت الأهواء " (2).
وقال القاري: " فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون. أي من الفتن والمخالفات والمحن " (3).
هذا وإذا دل هذا الحديث على ما سمعت فلا مجال لأن يذكر بصدد تأييد حديث النجوم، وأن يعد من فضائل الصحابة.
التحريف في حديث النجوم وبعد، فقد ظهر لدى التحقيق أن لأصحاب الخدع والضلال وأولي الأيدي الأثيمة تحريفا عظيما في هذا الحديث، وذلك لأن أصله هكذا:
" وأهل بيتي أمان لأمتي، فإذا ذهب أهل بيتي أتى أمتي ما يوعدون " فجعل " أصحابي " في مكان " أهل بيتي "... وهذا نص الحديث: " حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن الحسن القاضي بهمدان من أصل كتابه، ثنا محمد ابن المغيرة اليشكري، ثنا القاسم بن الحكيم [الحكم] العرني ثنا عبد الله بن عمرو بن مرة، حدثني محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج ذات ليلة وقد أخر صلاة العشاء حتى ذهب من الليل هنيهة أو ساعة والناس ينتظرون في المسجد فقال: ما تنتظرون؟ فقالوا:
ننتظر الصلاة، فقال: إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها. ثم قال: أما