سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرئك هذه السورة التي [سمعتك] تقرأ؟ قال:
أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت.
فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسله، اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت. ثم قال اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل [على] سبعة أحرف، فاقرؤا ما تيسر منه " (1).
19 - رجل من الصحابة كذبه الشعبي - وهو من كبار التابعين - قال الذهبي: " قال الحاكم في ترجمة الشعبي: ثنا إبراهيم بن مضارب العمري [القمري] ثنا محمد بن إسماعيل ابن مهران نا عبد الواحد بن نجدة الحوطي نا بقية نا سعيد بن عبد العزيز حدثني ربيعة بن يزيد قال: قعدت إلى الشعبي بدمشق في خلافة عبد الملك. فحدث رجل من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
اعبدوا ربكم ولا تشركوا به شيئا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الأمراء، فإن كان خيرا فلكم، وإن كان شرا فعليهم وأنتم منه براء.
فقال له الشعبي: " كذبت " (2).
20 - طلحة والزبير وعبد الله بن الزبير لقد كذب هؤلاء - وهم من مشاهير الصحابة - في حرب الجمل في