إن حديثكم شر الحديث: [و] إن كلامكم شر الكلام، فإنكم قد حدثتم الناس حتى قيل: قال فلان، وقال فلان، ويترك كتاب الله، من كان فيكم [منكم] قائما فليقم بكتاب الله وإلا فليجلس. فهذا قول عمر لأفضل قرن على وجه الأرض فكيف لو أدرك ما نحن فيه من ترك القرآن وكلام محمد صلى الله عليه وسلم والاقبال على ما قال مالك وأبو حنيفة والشافعي؟
وحسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون " (1).
وقد رواه ابن القيم عن أبي زرعة كذلك، وعلق عليه بمثل كلام ابن حزم المذكور (2).
18 - ابن عباس: ما سألوا النبي إلا عن ثلاث عشرة مسألة عن ابن عباس قال: " ما رأيت قوما كانوا خيرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض كلهن في القرآن، منهم: * [يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه] * و * [يسئلونك عن المحيض] *.
قال: ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم " (3).
أقول: وهذا يكشف عن عدم عنايتهم بالأحكام الشرعية، وإلا لسألوه صلى الله عليه وسلم منتهزين فرصة وجوده بين أظهرهم. هذا شأن هؤلاء القوم، ومعه كيف يقال بأنهم متبعون فيما كان غير منصوص في الكتاب والسنة؟
19 - خفاء الأمور والأحكام الواضحة عليهم لقد خفي على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أوضح أموره وهم