بذلك الجواب وصفق على يده وخرج عثمان والناس يهنئونه " (1).
قال " ومال قوم مع علي بن أبي طالب وتحاملوا في القول على عثمان، فروى بعضهم قال: دخلت مسجد رسول الله فرأيت رجلا جاثيا على ركبتيه يتلهف تلهف من كان الدنيا كانت له فسلبها وهو يقول: واعجبا لقريش ودفعهم هذا الأمر على (عن. ظ) أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله، أعلم الناس وأفقههم في دين الله وأعظمهم غناءا في الاسلام وأبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط المستقيم، والله لقد زووها عن الهادي المهتدي الطاهر النقي، وما أرادوا إصلاحا للأمة ولا صوابا في المذهب ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة، فبعدا وسحقا للقوم الظالمين! فدنوت منه فقلت: من أنت؟ يرحمك الله! ومن هذا الرجل فقال: أنا المقداد بن عمرو وهذا الرجل علي بن أبي طالب، قال فقلت: ألا تقوم بهذا الأمر فأعينك عليه؟ فقال: يا ابن أخي! إن هذا الأمر لا يجزي فيه الرجل ولا الرجلان. ثم خرجت فلقيت أبا ذر فذكرت له ذلك فقال: صدق أخي المقداد ".
قال: " وروي أن عثمان اعتل علة اشتدت به فدعا حمران ابن أبان وكتب عهدا لمن بعده وترك موضع الاسم ثم كتب إلى عبد الرحمن بن عوف وربطه وبعث به إلى أم حبيبة بنت أبي سفيان فقرأه حمران في الطريق فأتى عبد الرحمن فأخبره، فقال عبد الرحمن وغضب غضبا شديدا: استعمله علانية ويستعملني سرا! ونمى الخبر وانتشر بذلك في المدينة وغضب بنو أمية، فدعا عثمان بحمران مولاه فضربه مائة سوط وسيره إلى البصرة، فكان سبب العداوة بينه وبين عبد الرحمن بن عوف ووجه إليه عبد الرحمن بن عوف بابنه فقال له قل له: والله لقد بايعتك وإن في ثلث خصال أفضلك بهن: إني حضرت بدرا ولم تحضرها، وحضرت بيعة الرضوان ولم تحضرها، وثبت يوم أحد وانهزمت! فلما أدى ابنه الرسالة إلى عثمان قال له قل له: أما غيبتي عن