مبكرا، وأول نص وصل إلينا في هذا الشأن ما روي على لسان غير واحد من المؤرخين قوله (صلى الله عليه وآله) لعشيرته الأقربين وقد أمر بإنذارهم، وقد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على أمري هذا قال علي (عليه السلام): فقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي فقال: إن هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " يقول الراوي " فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي " (2).
ثم توالت بعد ذلك التصريحات منه (صلى الله عليه وآله): " لكل نبي وصي ووارث، وإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب " (3) وقوله لعلي " ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " (4) إلى عشرات أمثالها بالإضافة إلى نوع من التصريحات يتخذ طابع الملاشاة لجميع الفوارق بينه وبين الإمام، إلا ما يتصل بالنبوة فهو نفسه في آية المباهلة، وهو الذي يؤدي عنه، لأنه منه كما في حديث براءة، وحديث " إن عليا مني وأنا من علي، وهو ولي كل مؤمن بعدي، لا يؤدي عني إلا أنا أو علي " (5).
والنص الذي اتخذ طابع البلاغ العام هو نص الغدير، وكان بعد عودته من