مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ١ - الصفحة ٢٥٢
المناظرة الأربعون مناظرة الإمام الرضا (عليه السلام) مع المأمون والرشيد في أقرب الناس لرسول الله (صلى الله عليه وآله) قال السيد المرتضى (1) - عليه الرحمة - وحدثني الشيخ - المفيد - أدام الله
(١) هو: علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر (عليه السلام)، ويلقب بعلم الهدى والشريف المرتضى، ولد سنة ٣٥٥ ه في بغداد، أكثر أهل زمانه أدبا وفضلا وفقها، متوحد في علوم كثيرة مجمع على فضله، مقدم في العلوم مثل علم الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر واللغة وغير ذلك، وله من الكتب - كما قيل - ثمانون ألف مجلد، وله مصنفات كثيرة منها كتاب الشافي في الإمامة، تنزيه الأنبياء، الفصول المختارة من كلام الشيخ المفيد، ونكتا من كتابه المعروف ب " العيون والمحاسن "، والجدير بالذكر أن الشيخ المفيد - أعلى الله مقامه - من شيوخ وأساتذة الشريف المرتضى، فقد لازمه وحضر عنده منذ صغره ومما يروى في هذا الصدد عن الشيخ المفيد: أنه رأى في منامه فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخلت عليه وهو في مسجده بالكرخ ومعها ولداها الحسن والحسين (عليهما السلام) فسلمتهما له وقالت: علمهما الفقه فانتبه متعجبا من ذلك، فلما تعالى النهار في صبيحة الليلة التي رأى فيها الرؤيا دخلت عليه فاطمة بنت الناصر وحولها جواريها وبين يديها ابناها محمد الرضي وعلي المرتضى - رحمهما الله - فقام إليها وسلم عليها فقالت: أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلمهما الفقه فبكى الشيخ المفيد وقص عليها المنام، وتولى تعليمهما وأنعم الله عليهما وفتح لهما أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا وهو باق ما بقي الدهر، وتوفي الشريف المرتضى - أعلى الله مقامه - في شهر ربيع الأول لخمس بقين منه سنة ٤٣٦ ه في بغداد وصلى عليه ابنه في داره ودفن فيها، وقيل إنه دفن مع أخيه الشريف الرضي عند الحسين (عليه السلام) في كربلاء كما ذكر ذلك الشهيد الثاني، واستظهر العلامة الطباطبائي (رحمه الله) كون قبره وقبر أبيه وأخيه إلى جنبقبر السيد إبراهيم المجاب ابن الإمام الكاظم (عليه السلام) وكان من أجدادهم فدفنوا عنده - أعلى الله درجاتهم -. راجع: تنقيح المقال للعلامة المامقاني: ج ٢ ص ٢٨٤ - ٢٨٥ ترجمة رقم: ٨٢٤٧، سير أعلام النبلاء: ج ١٧ ص ٥٨٨، تاريخ بغداد: ج ١١ ص ٤٠٢ - 403 ترجمة رقم: 6288.