مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ١ - الصفحة ٩٩
المناظرة الثالثة عشر مناظرة هشام بن الحكم مع النظام في بقاء أهل الجنة إلى الأبد روى علي بن محمد بن قتيبة، عن يحيى بن أبي بكر قال: قال النظام (1) لهشام بن الحكم (2): إن أهل الجنة لا يبقون في الجنة بقاء الأبد، فيكون بقاؤهم
(١) هو: أبو إسحاق إبراهيم بن سيار بن هاني البصري المعروف بالنظام ابن أخت أبي الهذيل العلاف شيخ المعتزلة، وكان النظام أستاذ الجاحظ، قالت المعتزلة: إنما سمي بذلك لحسن كلامه نظما ونثرا، وقال غيرهم: إنما سمي بذلك لأنه كان ينظم الخرز في سوق البصرة ويبيعها، قيل:
وإليه تنسب الطائفة النظامية، ووافق المعتزلة في مسائلهم وانفرد عنهم بمسائل أخرى، وقد ذكر الصفدي في الوافي جملة منها، والتي منها: عدم إمكان خروج أحد من الجنة ولو بالقدرة، وأن الإجماع ليس بحجة في الشرع، وكذلك القياس ليس بحجة، وإنما الحجة قول الإمام المعصوم، وإن النبي (صلى الله عليه وآله) نص على أن الإمام علي (عليه السلام) وعينه، وعرفت الصحابة ذلك... الخ، وأن الثاني ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها، توفي النظام في سنة ٢٣٠ ه تقريبا.
راجع ترجمته في: سفينة البحار: ج ٢ ص ٥٩٧، الوافي بالوفيات للصفدي: ج ٦ ص ١٤ - ١٨، الملل والنحل للشهرستاني: ج ١ ص ٥٩.
(٢) هو هشام بن الحكم، أبو محمد، مولى كندة، ولد بالكوفة ونشأ في واسط، وتجارته ببغداد، عين الطائفة ووجهها ومتكلمها وناصرها، له نوادر وحكايات ومناظرات، ممن اتفق علمائنا على وثاقته ورفعة شأنه ومنزلته عند أئمتنا المعصومين - صلوات الله وسلامه عليهم - وقد قال في حقه الإمام الصادق (عليه السلام): هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده، وكان هشام من الحاذقين بصناعة الكلام، والمدافعين عن إمامة أهل البيت (عليهم السلام) ولذا له مناظرات كثيرة مع المخالفين في هذا الشأن، عد من أصحاب الإمامين الصادقوالكاظم (عليهما السلام)، توفي بعد نكبة البرامكة بمدة يسيرة.
وقيل في خلافة المأمون العباسي سنة ١٩٩ ه، راجع ترجمته في: رجال النجاشي: ج ٢ ص ٣٩٧ رقم: ١١٦٥، سفينة البحار: ج ٢ ص ٧١٩، سير أعلام النبلاء: ج ١٠ ص ٥٤٣ ترجمة رقم: 174، تنقيح المقال للمامقاني: ج 3 ص 294.