مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ١ - الصفحة ٦١
المناظرة السابعة مناظرة البهلول (1) مع أبي حنيفة في ثلاث مسائل روي في بعض الكتب إن البهلول أتى إلى المسجد يوما وأبو حنيفة يقرر
(١) هو: أبو وهيب بهلول بن عمر الصيرفي الكوفي، ولد بالكوفة وعن مجالس المؤمنين، أن بهلولا كان من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) وأنه كان يستعمل التقية، وإن الرشيد كان يسعى في قتل الإمام الكاظم (عليه السلام)، ويحتال في ذلك، فأرسل إلى حملة الفتوى يستفتيهم في إباحة دمه متهما إياه بإرادة الخروج عليه، ومنهم البهلول، فخاف من هذا واستشار الكاظم (عليه السلام) فأمره بإظهار الجنون ليسلم، وفي روضات الجنات: إن الرشيد أراد منه أن يتولى القضاء، فأبى ذلك، وأراد أن يتخلص منه فأظهر الجنون، فلما أصبح تجانن وركب قصبة ودخل السوق وكان يقول:
طرقوا خلوا الطريق لا يطأكم فرسي، فقال الناس: جن بهلول، فقال هارون: ما جن ولكن فر بدينه منا، وبقي على ذلك إلى أن مات، ويظهر من أخباره ومناظراته إنه كان من أهل الموالاة والتشيع لأهل البيت (عليه السلام) عن بصيرة نافذة، وله كلمات حسنة ومواعظ بليغة وأشعار رائقة منها قوله:
يا من تمتع بالدنيا وزينتها * ولا تنام عن اللذات عيناه شغلت نفسك فيما ليس تدركه * تقول لله ماذا حين تلقاه وقال للرشيد يوما:
هب أنك قد ملكت الأرض يوما * ودان لك العباد فكان ماذا ألست تصير في قبر ويحثو * عليك ترابه هذا وهذا قيل توفي سنة ١٩٠ ه، وقبره ببغداد. راجع ترجمته وأخباره في: أعيان الشيعة للأمين: ج ٣ ص ٦١٧ - ٦٢٣، فوات الوفيات للكتبي: ج ١ ص ٢٢٨ ترجمة رقم: ٨٤، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: ج ١٩ ص ٩١ ترجمة رقم: ٦٠، الطبقات الكبرى للشعراني: ج ١ ص ٦٨ رقم:
١٣٨، البداية والنهاية: ج ١٠ ص ٢٠٠، عقلاء المجانين للنيسابوري: ص 100.