مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ١ - الصفحة ١٢٠
المناظرة السابعة عشر مناظرة أمير المؤمنين (عليه السلام) مع الزبير (1) في حديث العشرة المبشرة بالجنة عن سليم بن قيس الهلالي قال: لما التقى أمير المؤمنين (عليه السلام) أهل البصرة
(١) هو: الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد القرشي، كنيته أبو عبد الله وأمه صفية بنت عبد المطلب، فهو ابن عمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وابن أخي خديجة الكبرى، كان من ناصري أمير المؤمنين (عليه السلام) وشيعته قبل أن ينحرف عنه ويعاديه، فهو أحد الأربعة الذين استجابوا لأمير المؤمنين (عليه السلام) لما دعاهم بعد وفاةالنبي (صلى الله عليه وآله) لأخذ حقه، روي عن سلمان أنه قال فيه: وكان الزبير أشدنا بصيرة في نصرته، كما أنه وهب حقه يوم الشورى لأمير المؤمنين (عليه السلام) لما دخلته من حمية النسب، وهو أحد الذين شهدوا على وصيةفاطمة (عليها السلام) كما شهد دفنها ليلا، وهو الذي اخترط سيفه دفاعا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما أخرج من منزله ملببا حتى رموه بصخرة فأصابت قفاه، وسقط السيف من يده، فأخذوه وكسروه، هذا مع ما عرف عنه من الشجاعة التي ظهرت في أيام النبي (صلى الله عليه وآله) واشتراكه في الغزوات معه، وروي أن الزبير كان ممن أعير الإيمان وكان إيمانه مستودعا، فمشى في ضوء نوره ثم سلبه الله إياه، وقد سعى ابنه عبد الله في عدول أبيه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان سببا في انحرافه عن ناحية أهل البيت (عليهم السلام)، وجاء عنه (عليه السلام) أنه قال: لا زال الزبير منا حتى أدرك فرخه، وفي رواية أخرى: ما زال الزبير منا أهل البيت حتى شب ابنه عبد الله، قتله ابن جرموز غدرا في وادي السباع، وله خمس وسبعون سنة، وأتى عمرو عليا بسيف الزبير وخاتمه، فقال علي (عليه السلام): سيف طالما جلا الكرب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله).
راجع ترجمته في: سفينة البحار للقمي: ج ١ ص ٥٤٣ - ٥٤٥، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ١ ص ٢٣١ - ٢٣٦ و ج ٢ ص ١٦٧، سير أعلام النبلاء: ج ١ ص ٤١ ترجمة رقم: 3، الطبقات الكبرى لابن سعد: ج 3 ص 100، تهذيب الكمال للمزي: ج 9 ص 319 ترجمة رقم:
1971.