مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ١ - الصفحة ١٦٨
المناظرة الرابعة والعشرون مناظرة الصاحب بن عباد (1) وفي مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام)
(١) هو: أبو القاسم، إسماعيل بن عباد بن العباس، بن أحمد بن إدريس الملقب بالصاحب (الإصفهاني) ولد سنة ٣٢٦ ه، أحد أقطاب الأدب العربي، له منهج خاص في الأدب، وأسلوبه المتميز في نثره وشعره، وقد ترك أثرا كبيرا في دنيا العلم والأدب في ذلك العصر الزاهر، والذي حفظ إلينا بعض الشئ منه، وسماه بالصاحب الأمير أبو منصور بويه ركن الدولة لما صحبه إلى بغداد سنة ٣٤٧ ه، وأنس منه مؤيد الدولة كفاية وشهامة ولما تولى الحكومة استدعى الصاحب من أصفهان وولاه الوزارة، ودبرها برأي وثيق، وقد نال من الهيبة والمقام السامي أيام وزارته ما لم ينل مثله أحد من أمثاله، قرأ الصاحب على الكثير من علماء عصره وأدباءه وروى عنهم، أمثال العميد، وبن فارس، والسيرافي، وابن كامل وغيرهم، وقد كانت له مكتبة حافلة بأنفس الكتب، وقيل إن عنده من الكتب ما يحمل على أربعمائة جمل أو أكثر، فكانت من منابع ثقافته وأدبه. وقد أخذ من كل فن بالنصيب الوافر، وما أوتيه من الفصاحة والاطلاع الواسع بالتفسير والحديث والكلام واللغة والنحو والعروض والنقد الأدبي، والتاريخ، والطب، وقد عد له بعضهم سبعا وثلاثين مؤلفا وقد طبع منها اثني عشر كتابا، وقد أثنى عليه علماء السلف. قال عنه المجلسي: إنه من أفقه فقهاء الشيعة، وعده القاضي في مجالسه من وزراء الشيعة، وعده ابن شهرآشوب من شعراء أهل البيت المجاهرين، وقال الرافعي: وكتبه ورسائله ومناظراته دالة على قدره، وكان يناظر ويدرس ويصنف ويملي الحديث، ومن اطلع على أدبه أذعن بولائه الصادق لأهل البيت (عليهم السلام) والذي انعكس في شعره والذي لا يخلو أكثره - تصريحا أو تلويحا - مما يرتبط بالنبوة والإمامة وفضائل أهل البيت (عليهم السلام) ومناقبهم، كما ضمنها أيضا بعض مسائل التوحيد والعدل - انطلاقا من واجبه الديني الذي يملي عليه، كما هو شأن الموالي صادق العقيدة ، والذي يسخر كل طاقاته في الدفاع عنهم، وإظهار فضلهم، وعدم الاكتراث بما يسمعه من جاحدي حقهم كابن عباد الذي يقول:
فكم دعوني رافضيا لحبكم * فلم ينثني عنكم طويل عوائهم ولذا ضمن قصائده الحوادث والمناظرات والمحاورات التي تتضمن الأخذ والرد في مجال العقيدة، فجزى الله الصاحب بن عباد جزاء المحسنين الذي ما فتئ مدافعا عن عقيدته الصادقة حيا وميتا، توفي عليه الرحمة عام ٣٨٥ ه ودفن في داره بالري، ثم نقل إلى تربة له بأصفهان.
راجع ترجمته في: ديوان الصاحب بن عباد: ص ٦ - ١٨، الغدير للأميني: ج ٤ ص ٤٢ - ٨١ ، أعيان الشيعة للأمين: ج ٣ ص ٣٢٨، معجم الأدباء: ج ٦ ص ١٦٨، يتيمة الدهر: ج ٣ ص ١٨٨، وفيات الأعيان: ج ١ ص ٢٢٨ لسان الميزان: ج ١ ص ٤١٣، البداية والنهاية: ج ١١ ص ٣١٤، المنتظم: ج ١٤ ص ٣٧٥ ترجمة رقم (٢٩١١)، سير أعلام النبلاء: ج ١٦ ص ٥١١.