والهول والتردد والاستسلام، فمن جعل المراء دينا لم يصبح ليله، ومن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه، ومن تردد في الريب وطأته سنابك الشياطين، ومن استسلم لهلكة الدنيا والآخرة هلك فيهما ".
وبعد هذا كلام تركنا ذكره خوف الإطالة والخروج عن الغرض المقصود في هذا الكتاب.
ورواه في كتاب سليم بن قيس ص 196 - 199، وفي روضة الواعظين ج 1 ص 43.
2 - كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 287:
روي عن أبان، عن سليم قال: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) وسأله رجل عن الإيمان فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الإيمان، لا أسأل عنه أحدا بعدك، قال: " جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فسأله عن مثل ما سألتني عنه، فقال له مثل مقالتك، فأخذ يحدثه، ثم قال له: أفعل آمنت "، ثم أقبل علي (عليه السلام) على الرجل فقال: " أما علمت أن جبرئيل أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في صورة آدمي فقال له: ما الإسلام؟ فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، والغسل من الجنابة، قال: فما الإيمان؟
قال: نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالحياة بعد الموت، وبالقدر كله خيره وشره وحلوه ومره، فلما قام الرجل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا جبرئيل جاءكم يعلمكم دينكم، فكان رسول الله كلما قال له شيئا قال له: صدقت، قال: فمتى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: صدقت "، ثم قال علي (عليه السلام) بعد ما فرغ من قول جبرئيل: " صدقت ": " ألا إن الإيمان بني على أربع دعائم:
على اليقين، والصبر، والعدل، والجهاد ".