ويهرب الحزن والتنهد ".
أقول: فجميع جمل هذا النص إشارة إلى ظهور خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) والمراد بالبرية والأرض اليابسة والقفر أراضي الحجاز، وبادية العرب حيث ابتهجت وتحول إليها مجد لبنان واتخذ الناس من جميع البلاد إليها طريقا مقدسة وهي طريق الحج التي لا يسلكها إلا التائبون الطاهرون المنيبون إلى الله تعالى المفديون الذين يقربون القرابين اليه سبحانه في مناسكهم، ويتقربون له بأضاحيهم، ثم يرجعون من الحج قاصدين زيارة البيت المقدس كما أمرهم خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) فيأتون عائدين من الحج فرحين مبتهجين من زيارة البيت الحرام وحصولهم على المرام بالوصول إلى البيت المقدس.
وبظهور الاسلام ابتهجت الأرض اليابسة وصار لها المجد العظيم وعلت كلمة الله تعالى، وغلب حزب الله في الأطراف والأكناف واستولوا على بلاد بني إسرائيل فدانوا لشريعتهم واطمأنوا لطريقتهم وصار الناس يدخلون في الدين المحمدي أفواجا أفواجا من أهل الكتاب وغيرهم رغبة في سبيل الله تعالى واتباعا لما أمرهم به على لسان أنبيائه (عليهم السلام) فآمن من آمن وكفر من كفر فحق الجزاء.
ثم قال: " وسوف أقيم لهم نبيا مثلك من بين إخوتهم وأجعل كلامي في فمه يكلمهم بكل شي آمره به ".
فهذا نص في النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه من أولاد إسماعيل بين إخوتهم