قال (صلى الله عليه وآله): ".. * (ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) * قال: وسألني ربي فلم أستطع أن أجيبه فوضع يده بين كتفي بلا تكييف ولا تحديد، فوجدت بردها بين ثديي فأورثني علم الأولين والآخرين وعلمني علوما شتى، فعلم أخذ علي كتمانه إذ علم أنه لا يقدر على حمله أحد غيري، وعلم خيرني فيه، وعلمني القرآن فكان جبريل (عليه السلام) يذكرني به، وعلم أمرني بتبليغه إلى العام والخاص من أمتي.
ولقد عاجلت جبريل (عليه السلام) في آية نزل بها علي، فعاتبي ربي وأنزل علي:
* (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) * (1).
وتقدم الحديث الشريف " في قاب قوسين علمني الله القرآن وعلمني الله علم الأولين " (2).
* هذا الهدف من التركيز على جبرائيل، ورأينا كيف ان النبي مع نص القرآن انه * (وحي يوحى) * نجد ان عمر ومن يدين بدينه، كيف كذبوا النبي (صلى الله عليه وآله) يوم الوفاة وقالوا: ان الرجل ليهجر (3).
فكيف لو لم يكن التركيز على الوحي وجبرائيل؟
والخلاصة: التأمل في صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) وعدم اعتقادهم في كثير من الأمور الغيبية يجعل النبي الأعظم لا يصرح بكل علمه وحقيقة حاله.
وتقدم في مطلع الكتاب سبب اخفاء النبي (صلى الله عليه وآله) للعلم الرباني.
- اما روايات الروح فيجري فيها ما جرى في جبرائيل أو تكون إشارة إلى الطريق والواسطة لعلم الله تعالى.
لذا قال أبو جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: * (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) *: " يعني الأئمة من ولد فاطمة يوحي إليهم بالروح في صدورهم " (4).