وإما إلى الاحتمال العاشر الصحيح، لأن العامود من نور كناية عن طريقة إرسال الله عز وجل العلم لآل محمد (عليهم السلام).
بل روايات العامود دليل على الاحتمال العاشر، لأنها تنفي وجود الواسطة بين الإمام وبين مصدر علم الباري عز وجل، فتأمل.
- واما روايات الوراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فهي للتأكيد على أنهم أولى برسول الله (صلى الله عليه وآله) من غيرهم، لذا كانوا يستدلون على إمامتهم وأولويتهم بسلاح رسول الله وبعض مختصاته، وذلك للتأكيد على القرب من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والمسألة واضحة لمن تأمل كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في احتجاجه على أبي بكر وعمر يوم البيعة، أو احتجاجه يوم الشورى (1).
- واما روايات القذف، فهي إما ترجع للإلهام، واما للاحتمال العاشر، لأن القذف عبارة عن الطريق لوصول علم الله إلى آل محمد (عليهم السلام).
- واما روايات الإلهام والتحديث فهي مؤيدة للاحتمال العاشر، إذ الإلهام لا يكون إلا من الله مباشرة، وكذلك كونهم محدثين كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال في الحديث الذي روي فيه أن سلمان محدثا قال: " انه كان محدثا عن امامه (عليه السلام) لا عن ربه، لأنه لا يحدث عن الله إلا الحجة " (2).
- واما روايات الوحي وجبرائيل، فمن المسلم بالنسبة لروايات أهل البيت (عليهم السلام) ان يقولوا ان علمهم من الوحي وجبرائيل، لأن علم النبي (صلى الله عليه وآله) من جبرائيل أو من الوحي بنص القرآن * (إن هو إلا وحي يوحى) * * (نزل به الروح الأمين على قلبك) * ولن يكون آل محمد بأفضل من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وعليه فالكلام لابد أن ينصب على سبب ابراز علم النبي (صلى الله عليه وآله) انه من الوحي وجبرائيل فنقول: